هل رأيتم التائب ؟
هو ذاك الذى تملأ عينيه الدموع.....
يرتجف بين يدى ربه فى خشوع.....
يدعو ربه خفية وتضرع فى ذل وخضوع......
التائب....... هو ذاك الذى أدرك نفسه قبل الفوات... قبل الممات
هو ذاك الذى أتى ربه على استحياء
يرجو العفو عن ذنوب عظام.... عفو الله منها أعظم
هو ذاك الذى يسجد لربه ليلا طويلا
يسكب العبرات..... ويسأل مولاه مغفرة الذلات
هو ذاك الذى هجر أصحاب لم ينفعوا
وترك أحباب اتخذهم من دون الله أندادا يحبهم كحب الله
حين أدرك أنهم لن يشفعوا
هو ذاك الذى عصى ربه فأورثته معصيته ذلا لله وانكسارا
فكانت خيرا له من طاعة تورثه علوا واستكبارا
هو ذاك الذى عصى الله تعالى وحمل أوزاره وأوزار من أضلهم
ثم جاء يلبى نداء ربه
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ"
هو ذاك الذى خلا بمعاصى الله تعالى فستره القادر على أن يهتك ستره ويفضحه..... فجاء يرجو منه الستر فى الآخرة
فمن ستره فى الدنيا بغير توبة قادر سبحانه وأهل أن يستره فى الآخرة بعد التوبة
هو ذاك الذى خذلته نفسه يوما فعصى ربه بنعمه وبدل نعمة الله كفرا
فلم يرضى له الرحمن الرحيم هذا الخذلان وأتى به ليتوب اليه سبحانه ويرجع
هو ذاك الذى وعده الشيطان بلذة فى معصية الله..... فأخلف معه الشيطان وعده
فجاء لوعد الحق وعد من الملك القادر بلذة الطاعة فى الدنيا والآخرة
"وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ"
هو ذاك الذى أتى من الحسنات والصالحات ما استطاع
ومع ذلك يراها نقطة فى بحر قبيح صنعه
هو ذاك الذى يرى نفسه أقل الناس شأن حتى لو بلغ شأنه ما بلغ ويراها لا تستحق صحبة المذنبيين فضلا عن الصالحين لأنه أعظمهم ذنبا
التائب.......هو ذاك الذى يبكى خشية عذاب ربه ورجاء فى رحمته
فابكى أيها التائب ومن أولى منك بالبكاء بكى أناس أمام الأفلام ..... متأثرين بقصص العشق والغرام
وبكوا مستمعين للغناء متمايليين مع المعازف والأنغام
ابكى يا تائب أنت أحق بالبكاء لعل الله تعالى يغفر الذنوب العظام